التوكل علي الله

التوكل علي الله


التوكل لغة: هو مِن "وَكَلَ".... ، يعني الاعتماد على الغير . لتسيير أمرٍ ما وتفويضه، وإظهار العجز أمامه.

شرعا : هو صدق الاعتماد على الله في تسيير الأمور، واستجلاب المصالح، ودفع مضارّ الدنيا والآخرة. 

مفهوم التوكل: هوصفة إيمانية، و يقين،وثقة
بأن العبد المتوكل يفويض الله تعالى، و يعتممد عليه، و يثق به. ويلتجئ إليه في السراء، والضراء، وفي المنشط والمكره، وعند الشدة والرخاء، وعند الدخول والخروج، والنوم والإستيقاظ، وفي السعي والحركة.

قال تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) ‏[‏المائدة‏:‏ 23‏‏‏]‏، وقال تعالى‏:‏ (إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ) ‏‏[‏يونس‏:‏ 84‏‏]‏

إن التوكل فريضة قلبية وعبادة لا تنبغي إلا لله خالصة وهو من أفضل الأعمال بعد الإيمان واليقين، وأفضل العبادات وأعلى مقامات التوحيد. فلا يقوم الدِّين إلا على أساس التوَكُّل، وقد أَمَرَنَا المولَى - تبارك وتعالى - أن نَتَوَكَّل عليه في طاعته وعبادته، فعلَّمَنا - سبحانه - أن نقول في صلاتنا: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ»،
ويقول المؤمنون في دعائهم: «رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» «التغابن: 4»،
ولهذا قال ابن القيم: الدِّين نصفان: عبادة، واستعانة؛ فالعبادةُ هي الإنابة، والاستعانة هي التوَكُّل على الله.


التوَكُّل على الله تعالى من شُعَب الإيمان:
ومن سمات المؤمنين؛ قال تعالى: «وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ» «المائدة: 23»، وقال تعالى: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» «الأنفال:2»، وقال تعالى: «وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» «الشورى: 36»، وقال: «وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ» «آل عمران: 122».


وتحقيق التوكل لا ينافي الأخذ بالأسباب، فكما أنّ التوكل عبادةٌ فالأخذ بالأسباب عبادةٌ أيضاً.

التوكل له ثلاثة أنواع:
١-- التوكل على الله في إصلاح النفس دون مقارنتها بأنفس الآخرين.

٢--  التوكل على الله في إقامة دينه، ونصرته، وهداية الناس، وبيان طريق الحقِّ لهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودفع المُحرّمات من إثمٍ أو فاحشةٍ.

٣-- التوكل على الله في تحقيق الأمور الدنيويّة؛ مثل: الرزق، والزواج، وردّ الظلم وغير ذالك...
أحبتي في الله،،،،،،،

من أهم فوائد التوكل و ثمراته: 
أولا: الراحة النفسية:
متى ما توكل العبد على الله، وعلم أن الله سيكفيه في أموره كلها؛ ولم يخش الفشل، فلا يشعر بالقلق ولا يعاني من الأمراض العصرية الناتجة عن القلق والتوتر وعدم التوكل علي الله حق التوكل والذي يجعل الإنسان قويا في تعامله مع مصاعب الحياة فيحصل له راحة نفسية، وارتياح بال.

ثانيا- العز وغنى النفسي:
فالمسلم متى توكل على الله تعالى، وأسلم أمره لله، أحس بالعز لأنه يعتمد على الله العزيز، كما أنه يستغني عن الناس لأنه مستغنٍ بالغني.
قال تعالى: ﴿ وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾ [الأنفال: ٤٩]
وقد جاء باسم العزيز بعد التوكل إشعاراً بأن من توكل عليه عزَّ به.

ثالثا- حفظ النفس والأهل والولد:
لذلك يعقوب عليه السلام حينما نصح أبناءه بالنصائح التي تحفظهم أوكل أمره بعد ذلك إلى الله فقال: ﴿إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّهِ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَعَلَيهِ فَليَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلونَ﴾ [يوسف: ٦٧]


رابعا : أن الله يصرف الشيطان عن المتوكلين:
فقد قال الله تعالى في سورة النحل عن الشيطان: " إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " [النحل: 99].

خامسا- من توكل على الله كفاه:
﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًا ۝ وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمرِهِ قَد جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيءٍ قَدرًا﴾[الطلاق: ٢-٣].

سادسا - استشعار معية الله:
لأن الإنسان متى ما توكل على الله واعتمد عليه، أحس بأن الله عز وجل قريب منه، وأنه معينه على مراده، وفي هذا استشعار لمعية الله تعالى في كل وقت وحين.

سابعا -الفوز بمحبة الله عزوجل:
فإن الله عز وجل يحب من توكل عليه حق التوكل؛
قال تعالى: ﴿… فَإِذا عَزَمتَ فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلينَ﴾[آل عمران: ١٥٩]

 ثامنا- النصر على الأعداء:
إن من توكل على الله نصره على أعدائه، وهيأ له أسباب النصر عليهم، والصحابة علموا بذلك فقالوا: ﴿ حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكيلُ ۝ فَانقَلَبوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضلٍ لَم يَمسَسهُم سوءٌ وَاتَّبَعوا رِضوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذو فَضلٍ عَظيمٍ﴾[آل عمران: ١٧٣-١٧٤].

 تاسعا: الحصول على الرزق:
عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: (لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا )( الترمذي ٢٣٤٤).

يأيها الأحبة،،،،

و من ثمراته العظيمة:
أن به تنال جنة رب العالمين: " وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " [العنكبوت: 58-59].

ومن ثمراته الجليلة دخول الجنة بغير حساب:
كما جاء في الحديث أن سبعون الف من أمة محمد ﷺ يدخلون الجنة بغير حساب، فقال رسول الله ﷺ بوصفهم: ( هُمُ الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوُون وعلى ربهم يتوكلون) (بخاري٥٧٠٥).

التوكل علي الله

التوكل والأخذ بالأسباب ثمرات التَوكُّل على الله تعالى

التوكل على الله -تعالى- والاعتماد عليه


أحدث أقدم