أيها المؤمنون: قد وعد الله سبحانه تعالي مع
المسلمين بنصرتهم حيث قال في القران الكريم
( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ و قال
في مقام آخر {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي
الْأَرْضِ}[النور: 55]
إن
المتتبع لتاريخ الأمة الإسلامية المتمعن في الصفحات الذهبية من سجلها الحافل
لتأخذه الدهشة، ويأخذ به العجب كل مأخذ وهو يقرأ أمجادها الزاهية التي تثري
مواقفها في تلك الصفحات المضيئة تمثلاً بالإسلام، وتخلقاً بالقرآن، وتعلقاً
بالآخرة, وتفلتاً من الدنيا، وجهاداً في سبيل الله، ونشراً لدين الله، وحرصاً على
هداية جميع الناس إلى رحاب هذا الدين الذي أكرمهم الله به.
ولكن
المسلمين اليوم يمرون بفترة من أحلك فترات تاريخهم، وذلك أنهم انحدروا من القوة
إلى
الضعف، ومن القيادة والريادة إلى التبعية والهوان.
إن العين لتدمع والقلب ليجزع وأصوات صراخ الأطفال
فى كل الأماكن التى لا تجد من يحميها.. فى سوريا و ميانمار والعراق واليمن وليبيا
والسودان
و لم يعد خافياً على أحد من الناس اليوم ما يعيشه
المسلمون من ذلة ومهانة, وما
يحيط بهم من ظروف صعبة وأحوال مريرة, تتمثل في كيد
من الأعداء, وتسلطهم على بلاد المسلمين, كما تتمثل في أحوال المسلمين، وما طرأ على
كثير من مجتمعاتهم من بعدٍ عن تعاليم الإسلام, وإقصاء لشريعة الله سبحانه ورفض
الحكم بها والتحاكم إليها.
لماذا
الغرب متقدم في العلوم الدنيوية، والصناعات، والقوة الحربية، والنظام؟..ولماذا نحن
المسلمون متأخرين في كل ذلك.....؟ المسلمون كانوا أسبق من الغرب في التقدم،
فحضارتهم العلمية سبقت بقرون عدة، أما الغرب فلم ينهض ويتقدم إلا منذ ثلاثة قرون،
فما الذي كان ليتقدم المتخلف، ويتأخر المتقدم؟!!..وفي الوقت الذي بدأ في الغرب
بالنهوض، كانت الحضارة الإسلامية في خفوت، وبسرعة هائلة تقدموا، وبمثلها تأخرنا…
فما السبب في ذلك؟ لماذ هذا الانحطاط ..؟
والتخلف....؟ و الزوال ...؟ مع ذالك يقول
الله (كنتم خير أ مة....) ويقول (
أنتم الأعلون ....) ؟
أيها
المسلمون : إن المفكر في حال
المسلمينفي العصر الحاضر ينظر مظاهر الضعف والبعد
.عن
حقيقة دين الإسلام في مجموعهم، وفي كل جانب من جوانب الحياة المختلفة واضحاً جلياً
لذلكعدو
المسلمين في قوة ومنعة وتسلط على المسلمين، وفي كبرياء وتكبر على باطل وكفر، ونحن
أمة الإسلام أمة الحق والهدى في ذل وضعف وهوان ونحن أحق بالقوة والمنعة
والنصر، ولكن عباد الله تعالوا بنا لنرى
ما الأسباب التي جعلتنا أضعف الأمم، وأذل المجتمعات على
الإطلاق، فالأسباب كثيرة ومتعددة في جميع الجوانب
من أهمها فيما تلي :
السبب الأول : التفرق و ذهاب ريح
المسلمين
قال الله تعالى: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) [الأنفال:46]. قال جمع من المفسرين الريح الدولة، ولا شك أنه بسقوط الخلافة الإسلامية، تمزقت الأمة الإسلامية وضاعت دولتهم وقوتهم، وأصبحوا دويلات صغيرة، فقدت قرارها، وبسط العدو نفوذه على كثير من بلاد الإسلام فأخذ ثرواتهم، وسلب خيراتهم ورزع الشحناء والبغضاء بينهم، فأصبحوا يعيشون في حروب داخلية متواصلة مما أفقدهم بقية القوة التي يمتلكونه أكثر النزاعات في العالم في البلدان الإسلامية.
السبب الثاني: حب الدنيا وكراهية
الموت و الجبن والخوف
ومتى ما أحبت النفوس الدنيا وشهواتها
ولذائذ
ها انصرفت عن معالي الأمور وانشغلت بسفاسفها وانصرفت عن الآخرة واقبلت علي الدنيا وقد أرشدنا النبي
صلىوسلما إلى هذا الداء العضال
في الحديث الذي روه الإمام أبو داود وغيره عن ثوبانقال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل:
أومن قلة نحن يؤمئذ؟ قال: بل أنتم يؤمئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن
الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا
رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا
وكراهية الموت.
السبب الثالث : فصل الدين عن
السياسيه .
فصل الدين عن الدولة سبب رئيسي للمآسي التي نعيشها،
لما ؟
لأنه –أيها الأخوة- لا يمكن أن يُحكم البشر إلا
بشريعة رب البشر، فإذا أبعدت هذه الشريعة عن الساحة حُكم البشر بسنن البشر، والبشر
عاجز وقاصر، وبهذا حل فينا ما حل فينا.ويزداد ألمي عندما أجد أن كثيرا من
المنتسبين للإسلام، والإسلام منهم براء أشد اقتناعا بفصل الدين عن الدولة أي
بالعلمنة بمفهومها الصحيح.في هذه الفترة وفي هذا الوقت يرفع الرئيس الأمريكي
بانتخاباته للرآسة الأمريكية، يرفع الإنجيل أمام جمهوره ويقول:(آن الأوان لأن
نُحكم بالإنجيل، آن الأوان لعودة حُكم الدين للدولة).
هكذا يقول رجل على منهج منحرف، يقر ويعترف بأن فصل
الدين عن الدولة جنى على أمته الويلات، والمسلمون يقولون:دع ما لله للهِ
وما لقيصر ليقصر، ونقول لهم الكل لله –سبحانه وتعالى-(الملك يومئذ لله).
السبب الرابع : سقوط الخلافة
ألإسلامية
منذ بزغ فجر هذه الرسالة والخلافة قائمة يتناقلها
خليفة عن خليفة ، وأمة عن أمة، وأدرك العدو أنه لن تموت هذه الأمة مادام لها أمير
للمؤمنين فسلطوا سهامهم وشرعوا أسلحتهم
وحاكوا المؤامرات تلو المؤامرات
حتى أسقطوا هذه الخلافة.
ويخف الألم لو كان الداء سقط بأيدي أعدائنا، ولكن مع الأسف أن بعض المسلمين هم
الذين ساعدوا أعدائنا على سقوط الخلافة.استطاعت أوربا ممثلة ببريطانيا أن تصور
أن صورت لنا أن الخلافة شبح رهيب، وسموه
بالرجل المريض وأثاروا النعرات ثم بعد ذلك ساالدولة والقبلياتالخلافة شبح رهيبعدهم
كثير من المسلمين حتى اعتبروا هذا سبب رئيسي بأسباب تخلف وتأخر المسلمين.أن
العثمانية أو الخلافة الإسلامية حتى أسقطوها.عدوهم الأول هي
السبب الخامس : الهزيمة النفسية أمام
الأعداء
وأي
أمة لا تستعمر إلا إذا كانت عندها القابلية لذلك. يقول الأمير شكيب أرسلان : من
أعظم أسباب انحطاط المسلمين في العصر الأخير فقدهم كل ثقة بأنفسهم وهو من أشد
الأمراض الاجتماعية، واخبث الآفات الروحية، لا يتسلط هذا الداء على أمة إلا
ساقها إلى الفناء
السبب السادس : الإعجاب بالغرب
واعتباره القدوة الصالحة
افتتان جماهير من المسلمين بالثقافات الغربية،
وسعيهم في تقليدهم والنبي صلىي الله عليه وسلم يقول: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر
ضب تبعتموهم. رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدرينعم –أيها الأخوة- سأحاول أن
أضع النقاط على الحروف، الإعجاب بالغرب إعجاب يبينه البعض ويبيته البعض الآخر، حتى
وصل الإعجاب بالغرب أن يكون الذهاب إلى
بلادهم أمنية يتمناها كثير من المسلمين، فيفتخر أنه زار أمريكا، أو زار
أوربا أو زار لما يفتخر ؟الشرق أو الغرب.
هذه هزيمة نفسية قاتلة، وإعجاب بالغرب وبما عنده،
وكذلك يعتبره هو القدوة الصالحة
في هذا المجال.
ويسأل أحد شباب المسلمين من هو مثلك الأعلى ؟
ويجب أن يكون مثله الأعلى هو رسول الله صلىوسلمل .
ولكن اسمعوا ماذا قال:
قال إن مثلي الأعلى هو لاعب الكرة ماردونا
نعم هذه
حقائق تنطق بين أظهرنا وبين جنباتنا، هذا إعجاب في الغرب أوصلنا إلى ما
وصلنا إليه، أعتبرهم الكثير أنهم هم القدوة الصالحة.
السبب السابع : الجهل وتخلف المسلمين
في العلوم الإسلامية والعلوم المادية
نعم إن الجهل ضعف والعلم قوة، فإن لم يكن العالم
مزيناً بأخلاق حسنة تؤهل صاحبها لعمل الخير، فإن قوة العلم تسوقه لابتكار أساليب
الإجرام واقتراف الآثام
نعم بتعليم الأميين ونشر الفضيلة يمكن اجتثاث جذور
الشرور والمفاسد، وتحويل كثير من المجرمين (إن لم نقل أكثرهم) عن طريق الفساد إلى
طريق الرشاد، بتهذيبهم بالآداب والأخلاق الإسلامية، وتعليمهم ما يحتاجون إليه من
العقائد الصحيحة، والمعلومات المستقيمة، والعبادات المطلوبة. وبتفقيههم في الدين،
يتم سلوكهم الصراط المستقيم، ويتصفون بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا
اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا
تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ
تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]. وبهذه الطريقة الوقائية الخلقية الاجتماعية، تتوفر على
الحكومة أموال طائلة تصرف على ميزانية المحاكم وعلى دور الأمن والشرطة والدرك بلا
جدوى، بل بدون ذلك يتزايد الإجرام سنة فسنة، بنسبة مطردة لأنه لا يوجد رادع ووازع
شرعي يوقف أرباب الحقوق عند حدودهم، ولا مانع نفساني تهذيبي يمنع وقوع التعديات
و لكن المسلمين
أو
كثير من المسلمين جهلة في دينهم جهلة في دنياهم ، وهذا سبب أساسي ورئيسي للمرض
الذي نعيش فيه، ولداء الذي وصلنا إليه.
إذا –أيها الأحباب- الجهل الذي أصابنا، والجهل الذي
حل بأمتنا أودى بنا إلى ما نعيشه الآن،
ونتجرع كؤوس الذل والهوان اتجاه ذلك و تبعا لذلك
ومن
الأسباب التي أوصلت المسلمين إلى ما وصلوا
إليه
السبب الثامن : نشوء العصبيات والقبليات
العرب و بلاد المسلمين أمة مشتتة مفرقة، جاء
الإسلام وهي هكذا، بما اجتمعت بلاد المسلمين
هل اجتمعت تحت لواء قريش ..أ و حنفيه .. شافيعيه...
؟ لاهل اجتمعوا بأسم مكة أو الحجاز ؟ لا
إنما جمعتهم ووحدتهم كلمة الإسلام، كلمة لا إلى إلا الله، ودان الشرق والغرب لهذه
الكلمة بعد العصبيات وبعد التفرق.
السبب
التاسع : الإفساد بأسم الإصلاح والتطور
وذلك تضليل للأمة وهذا ما يحكيه سبحانه وتعالى عن
المنافقين ويقول عنهم (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)
بأسم الإصلاح انتزعت أهم خصائص مؤسسات الأمة
الإسلامية
الأزهر بعراقته وبجدارته وبقوته بأسم الإصلاح وبأسم
التطوير وبأسم التطور ضاع الأزهر إلا ما شاء الله
بأسم الإصلاح وبأسم التطور ضاعت الجامعة الزيتونية
وهي من أعرق الجامعات الإسلامية والركب يسير على هذا المنوال وعلى هذا الأمربأسم
التطور، بأسم الحضارة، بأسم المدنية تنتهك حرمات الله سبحانه وتعالى
ويضرب بأمر الله عرض الحائط بأسم الإصلاح والتطور واللحاق بالركب، وبئس الركب
السبب العاشر: المسلمون يؤدُّون
الشعائر ولا يعبدون الله وفق ما شرع
المسلمون اليوم لا يعبدون الله، بل يؤدون الشعائر الإسلامية، يؤدون الطقوس بحسب فهمهم، ليس في الإسلام طقوس، في الإسلام عبادات، تؤدى العبادات الشعائرية، وترمى العبادات التعاملية وراء ظهورهم، لا صدق، ولا أمانة، ولا استقامة، ولا إنصاف، ولا عدل، ولا رحمة إطلاقاً، من البنية التحتية، دعك من الذي فوق، البنية التحتية، المجتمع الإسلامي في أدنى طبقاته ظلم أسري لا يعلمه إلا الله، ظلم الأزواج لزوجاتهم شيء لا يصدق، ظلم الآباء لأبنائهم، ظلم الآباء لبناتهم، ظلم رب العمل لعماله، هناك أخطاء فادحة نرتكبها، مع أننا نصلي، كيف توازنَّا أن نقوم بأعمال تخالف منهج الله عز وجل، تخالف العدل، تخالف الاستقامة، تخالف الرحمة، تخالف الإنصاف، ونصلي ؟وقد وعد الله سبحانه تعالي قائلا (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي)
السبب الحادي العشر : تغلغل الأفكار الهدامة والأحزاب
التي تتبنى مناهج غريبة على الإسلام ومنافية لتعاليمه، وتم ذلك في ظل دعم من قبل أعداء الإسلام وغفلة من علمائه، وجهل من أبنائه، وإذا بالشباب خصوصاً والناس عموماً، يسيرون في طريق التراجع عن الإسلام، ويخفت نور الإيمان في قلوبهم بسبب حملات التشكيك المتواصلة، والإعلام الهابط من تلفاز ومجلات وجرائد وإنترنت وقنوات فضائية. ولا حول ولا قوة إلا بالله....
السبب الثاني العشر : إقصاء الشريعة من الحكم وتنحيتها من
الواقع
إقصاء الشريعة من الحكم وتنحيتها من الواقع، وقيام
بعض دول الإسلام بأخذ دساتير لبلدان كافرة وترجمتها وحكم المسلمين بها. والله
تعالى يقول:وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْكَافِرُونَ المائدة:44
السبب الثالث العشر : ظهور بعض الشخصيات
القيادية التي لها دورها في المجتمع وقيامها بتنفيذ مخططات أعداء الإسلام
ظهور بعض الشخصيات القيادية التي لها دورها في
المجتمع وقيامها بتنفيذ مخططات أعداء الإسلام والنبي صلىوسلمه يقول في الحديث الذي رواه البخاري
ومسلموغيرهما عن حذيفة بن اليمان : دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه
فيها، قلت: صفهم لنا، قال: هم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا. إلا أن هؤلاء
المفسدين يلمعون إعلامياً من قبل أعداء الدين والملة ويظهرون بمظهر المصلح الحريص،
وصدق الله حيث قال:وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا
إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ*أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا
يَشْعُرُونَ
السبب الرابع العشر:شبهات الجبناء
والجهلاء
إنَّ بعض السخفاء الآيسين الذين ينبَهِرون بقوَّة
الغرب يدَّعون أنَّ انتصار المسلمين على الغرب كان ممكنًا، لكن قبل أنْ يخترع
الإفرنج آلات القتال الحديثة، وقبل المدافع والطائرات والدبَّابات، وقبل أنْ يصير
الإفرنج إلى ما صاروا إليه من القوَّة المبنيَّة على العلم. كأنَّ
هذا الآيس القانط تَناسَى قول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ
أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا ﴾ [التوبة: 25] كما
نسي أنَّه لما قال المسلمون (لن نُهزَم اليوم عن قلة ) أعطاهم الله درسًا بالتضييق
عليهم.
إنَّ الدبَّابات والطائرات ليستْ هي مصدرَ العزيمة
وموقدَ النار في صدور البشر، فإنَّ هذه المواد صمَّاء لا فرق بينها وبين أيِّ حجر،
لكنَّ العزيمة في قلوب الرجال، (بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدِّين) كما قال
شيخ الإسلام - عليه من الله الرحمة والغفران. قال تعالى: ﴿ إِنْ
يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ﴾ [الأنفال: 65]
وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ
اللَّه ﴾ [الأنفال: 66]، وقال: ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً
كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249].
السبب الخامس العشر : نسيان المسلمين
ماضيَهم المجيد
واللهَ أسألُ أنْ يعيد المسلمون إلى دِينهم عودًا
حميدًا، ويردَّهم مَردًّا جميلاً، وبهذا يرتقي المسلمون وينهضوا مرَّة ثانية.
قال تعالى: ﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا
وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139].
في الأخير
لابد أن نتذكر قوله تعالي كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمر ون بالمعروف
وتنهون عن المنكر وتأمنون بالله)
وقوله تعالى: ( واعتصموا بحبل الله
جميعا ولا تفرقوا)
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم
ورجمة الله وبركاته.