تعريف البلاغة لغة:
- هي اسم مشتقّ من الفعل" بَلَغَ"، أي بمعنى "وَصَلَ" إلى النهاية،
البلاغة اصطلاحاً:
- أنها "مطابقة الكلام لمقتضي الحال"
- أو بعبارة أخرى هي : الحالة النفسية عموما – " الكلام المناسب للمخاطب من كل جهات المناسبة ".
( مستوى الذكاء الحالة النفسية وقت توجيه الخطاب إليه .... إلى غير
ذلك مما لا يمكن لبشر أن يدعي أنه – يستطيع الإحاطة به ) ، وهذا يبين لنا شيئا من
أسرار بلاغة القرآن التي أعجزت العرب ، : " التحدي إنما وقع 83 –
83 / 1 يقول ابن عطية رحمه الله في تفسيره ( المحرر الوجيز) بنظمه وصحة معانيه
وتوالي فصاحة ألفاظه . ووجه إعجازه : أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما ،
وأحاط بالكلام كله علما، فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن
تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى ثم كذلك من أول القرآن الى آخره ، والبشر معهم
الجهل والنسيان والذهول ، ومعلوم ضرورة أن بشرا لم يكن قط محيطا. فبهذا جاء نظم
القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة ، وبهذا النظر يبطل قول من قال : أن العرب كان
من قدرتها أن تأتي بمثل القرآن فلما جاء محمد صلى الله عليه وسلم صرفوا عن ذلك
وعجزوا عنه ، والصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين
، ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح منهم يضع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده ثم
لا يزال ينقحها حولا كاملا ثم تعطى لآخر نظيره فيأخذها بقريحة جامة فيبدل فيها
وينقح ثم لا تزال كذلك فيها مواضع للنظر والبدل ،كتاب الله تعالى لو نزعت منه لفظة
ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد ، ونحن تبين لنا البراعة في
أكثره ويخفى علينا وجهها في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ في سلامة الذوق
وجودة القريحة وميز الكلام " . وعودا إلى التعريف المذكور - البلاغة هي:
مطابقة الكلام لمقتضى الحال - نقول : الحــال :- وشأنه مهم جدا في البلاغة
- هو الأمر الداعي إلى التكلم على وجه مخصوص فمثلا : كون المخاطب
يواجه خطرا مفاجئا أمر يقتضي ويستدعي أن يختصر له الكلام ،فيحذف كل ما يمكن حذفه
فيقال له : " أسد " ويحذف " احذر " أو " وراءك
" أو غيرها مما يمكن أن يقدر، وكون المتكلم يريد مدح ملك من الملوك لنيل
جائزته حال وأمر يستدعي الإطالة في ذكر الصفات الحسنة لذلك الملك فإذا جاء الكلام
موافقا لما يقتضيه المقام فهو كلام بليغ، ومن هذا يتبين أن كون الكلام فصيحا
مليئا بالصور ابيانية والمحسنات لا يكفي لوصفه بالبلاغة بل لا بد من موافقته
لمقتضى الحال .